دليل استخدام VPN للمبتدئين
الشبكة الافتراضية الخاصّة (VPN) هي سلاحك المضمون لاستعادة خصوصيتك على الإنترنت. ففي ظلّ الانتشار الواسع الذي شهدته شبكات VPN بين روّاد الإنترنت، لعلّك تساءلت يومًا عمّا إذا كنت بحاجة إلى استعمالها أنت الآخر. نقدّم لك في هذا المقال شرحًا مفصلًا وبسيطًا عن شبكة VPN، وكيف تستخدمها بشكلٍ مثالي دون الحاجة لاستقاء معرفة معمّقة بعلوم الحاسوب.
جدول المحتويات
جدول المحتويات
تعريف الـ VPN
مصطلح (VPN) هو اختصارٌ لعبارة “الشبكة الافتراضية الخاصّة”، التي ستمنحك القدرة على ربط اتّصال آمن بشبكة الإنترنت؛ حتى وإن كنت تستخدم شبكة واي-فاي عمومية لا يتوفّر فيها عنصر الأمان. ستقوم الـ VPN بتشفير حركة مرور بياناتك عبر الإنترنت وحجب موقعك الافتراضي بشكلٍ كامل. للحصول على شرحٍ أوفى ممّا يقدّمه هذا الدليل المبسّط، ندعوكم لزيارة صفحتنا التالية: ما هو VPN.
VPN للمبتدئين
عنصر الأمان هو ما تفتقر إليه شبكة الإنترنت، فقد صارت وكرًا يعجّ باللصوص والمتطفلين وقراصنة المعلومات الذين يبحثون، دون كللٍ أو ملل، عن ضحايا لاستهدافهم وبياناتٍ وأموال لسرقتها. والأشدّ خطورة هي الرّقابة الصارمة التي تفرضها بعض الحكومات على مواطنيها، ناهيك طبعًا عن مزوّدي خدمات الانترنت الذين يبيعون بيانات المستخدمين لشركات التسويق التجاري.
ولكن، ألا يوجد مفرٌّ من هذا الواقع الرّقمي المرعب والمحفوف بالمخاطر والتهديدات؟ بلى، ثمّة حلٌّ جوهري: شبكات الـ VPN. إذ تُعتبر هذه الأخيرة حِصنًا منيعًا ضدّ هجمات قراصنة الإنترنت، وتمنحك عنصر الأمان الذي تفتقده. إنّها شبكةٌ سحرية تشفّر بياناتنا وتوجهّها عبر ممرّات آمنة وخوادم مشفّرة. عندما نقوم بتشغيل VPN على حواسيبنا أو هواتفنا الذكية أو ألواحنا الإلكترونية، نحن نوصد الباب في وجه المتطفّلين ونخلق طبقة حماية إضافية لبياناتنا الشخصية.
دعونا نشرح هذه العملية بإعطاء مثال بسيط: تخيّل نفسك جالسًا في حافلة تشقّ طريقها عبر عاصمة الضباب أو مدينة نيويورك. تلك الحافلة نوافذها غير معتّمة وتحمل لوحةً إلكترونية تستعرض وجهتك. أيّ شخصٍ خارج تلك الحافلة يمكنه بسهولة رؤية المسافرين وما يفعلونه؛ بل ويدرك أيضًا إلى أين هم ذاهبون. أمّا إذا كنت تسافر على متن سيّارة أجرة نوافذها معتّمة، فلا أحد يستطيع رؤيتك أو معرفة وجهتك وماذا تفعل داخل السيارة، فأنت محميٌ تمامًا من المتطفلين والمراقبين.
هذا ما تفعله شبكات الـ VPN، وكأنّها حارسٌ شخصي يرافقك في إبحارك على شبكة الإنترنت. تُعزّز خصوصيتك عبر تشفير بياناتك (أي تحوّلها إلى رموز) فتجعلها غير مقروءة من طرف المتلصّصين.
ماذا تفعل شبكة VPN بالضبط؟
تقوم شبكة VPN بحجب عنوان بروتوكول الإنترنت (IP) الخاصّ بك، وإخفاء أنشطتك على شبكة الويب من أعين المراقبين، وذلك عبر توجيه حركة مرور بياناتك عبر خوادم VPN مشفّرة. هذا يعني أن نشاطك على شبكة الإنترنت تكتنفه السريّة التامة ويكون في مأمنٍ من الأطراف الخارجية وأيّ شخصٍ آخر يسعى لمراقبة أنشطتك عبر الإنترنت أو التجسّس عليك.
إذا كنت تتساءل عن سبب حاجتك لاستخدام VPN، ندعوك فيما يلي لاكتشاف بعض الفوائد التي توفّرها لك هذه التقنية:
- الوصول الآمن للخدمات على الإنترنت: سواء كنت تتفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي أو تشاهد محتوى مفضلًا لديك أثناء سفرك إلى الخارج، فإن شبكة VPN تسمح لك بالوصول الآمن إلى كل هذه الخدمات عبر تشفير اتّصالك وحمايته من الاختراق.
- الاتصال الآمن بشبكات واي-فاي العمومية: غالبًا ما يلجأ القراصنة إلى إنشاء نقاط اتصال وهمية بشبكات الواي-فاي العمومية بغية سرقة بياناتك الحسّاسة، لكن وباستخدام VPN، يمكنك دائمًا تأمين حركة مرور بياناتك على تلك الشبكات العمومية وحمايتها من قراصنة الإنترنت.
- توفير المال عند التسوق عبر الإنترنت: قد تعرض بعض المواقع أسعارًا متباينة لمنتجاتها للعملاء من دول مغايرة، لكن وباستخدام VPN، سيكون بوسعك حجب موقعك الجغرافي والتصفح بحريّة للعثور على أفضل العروض والأسعار.
- الحفاظ على خصوصيّة بياناتك: تساعدك شبكة VPN في الحفاظ على خصوصية بياناتك ونشاطك على الشبكة العنكبوتية، وهو تجسيدٌ واضح لمفهوم حريّة الإنترنت في أبهى صورها.
- تلافي مقصّ الرّقابة: تمنحك شبكة VPN حريّة تصفّح المحتوى المحظور من طرف الحكومات التي تعتمد سياسات صارمة لحجب المحتوى أو فرض الرقابة. فعلى سبيل المثال، إذا تحصّلت على عنوان IP أسترالي، سوف يكون بوسعك تصفّح المحتوى المحظور في بلدك.
قد تقدّم لك بعض خدمات VPN مزيدًا من الحماية لتعزيز أمنك السيبراني. إذ توفّر شركة NordVPN مثلا خصائص أمان متطوّرة على غرار خاصيّة الحماية من التهديدات (Threat Protection) وخاصيّة Meshnet لمنع البرمجيات الخبيثة وتأمين الاتّصالات بين نقطتيْن. كما أنّه لا يحتفظ بسجلّات التصفّح الخاصّة بمستخدمي الإنترنت ويتميّز بسهولة استخدامه على كافة الأجهزة المعروفة.
هل تُعتبر شبكات VPN قانونية؟
تكتسي شبكات VPN طابعًا قانونيًا في أغلب دول العالم، ولكنّ بعض الدول، على شاكلة الصين مثلا وإيران وروسيا، تشترط استخدامها ضمن أطر تنظيمية أو تقوم بحظرها نهائيًا. يعود سبب ذلك إلى أنّ شبكات VPN تمنح للمستخدمين مزيدًا من الخصوصية والحريّة على الإنترنت، وهذا، من وجهة نظر بعض الحكومات، يُعدّ تهديدًا حقيقيًا لنفوذها. يمكنك الاطّلاع هنا على قائمة الدول التي تُعتبر فيها شبكات VPN غير قانونية.
ما الفرق بين الشبكة الافتراضية الخاصّة (VPN) والخادم الوكيل (proxy)؟
يُعتبر الخادم الوكيل تقنيةً أخرى شبيهة بتقنية VPN وتتلخّص مهمّته في تحقيق الأمن السيبراني. فعلى غرار سابقته، يقوم الخادم الوكيل بحجب عنوان بروتوكول الإنترنت الخاصّ بك (IP) عن طريق إعادة توجيه حركة مرور بياناتك عبر خادم وكيل. وهو خيارٌ مفيدٌ جدًا لمن يرغب فقط في حجب عنوان IP الخاصّ به ولا يحتاج لكافّة المزايا المتكاملة التي تقدّمها خدمة VPN.
لكن، وعلى عكس VPN، لا يستطيع الخادم الوكيل تشفير حركة مرور بياناتك، ممّا يجعل هذه الأخيرةً متاحةً في متناول القراصنة والحكومات ومزوّدي خدمة الإنترنت على حدّ سواء.
في نفس السياق، يستطيع مالك الخادم الوكيل مشاهدة حركة مرور بياناتك أيضًا! أمّا باستعمالك لتطبيق NordVPN، لن تساورك أيّة مخاوف بهذا الشأن لأنّ هذا التطبيق يستخدم بروتوكولات VPN قويّة لحماية حركة مرور بياناتك على الشبكة العنكبوتية؛ وذلك عبر تشفيرها بالكامل. كما أنّه لا يحتفظ بسجّلات تصفحّك للإنترنت؛ فما تفعله على شبكة الإنترنت يخصّك أنت وحدك، ولن يراه مزوّد خدمة الـ VPN.
ما الفرق بين تطبيق VPN وإضافة VPN الخاصّة بالمتصفّح؟
تكتفي إضافة VPN بتوفير الحماية للبيانات التي يحتويها المتصفّح قيد الاستعمال، بينما تستخدم تطبيقات وخدمات أخرى على جهازك، مثل نتفليكس ودروب-بوكس أو سكايب، اتّصال إنترنت عادي غير مشفّر. يوفّر تطبيق VPN في الجهة المقابلة حمايةً شاملةً لحركة تدفق بياناتك الصادرة عن الجهاز. في حال تفعيل خدمة VPN على جهاز حاسوبك، لن يوفّر هذا الإجراء تأمينًا قويًا لبياناتك على مستوى المتصفّح فحسب، بل ولكافّة الأدوات الأخرى المتّصلة بالإنترنت. يمكنك الحصول على أقوى مستويات الحماية والخصوصية باستخدام VPN مدفوع، كتطبيق NordVPN مثلًا، والاستمتاع في نفس الوقت بسرعات تدّفق عالية للإنترنت تعجز التطبيقات البديلة عن توفيرها.
كيف تشرع في استخدام VPN؟
لا داعي للقلق، فالأمر في غاية السهولة -بل ولن تحتاج لأّيّ خبرة تقنية. فأغلب مزوّدي خدمة VPN يُسخّرون مراكز لتقديم المساعدة من شأنها إمدادك بشرحٍ مفصّل لخطوات تثبيت برنامج VPN وطريقة استخدامه. بمجرّد تثبيت التطبيق على جهازك، سيتعيّن عليك ربط الاتّصال بالخادم الذي تختاره لحماية نشاطك على شبكة الانترنت.
إذا كنت تنوي استخدام NordVPN، فسوف تُسَّر كثيرًا لمعرفة أنّ تثبيت التطبيق على جهازك سيتمّ في لمح البصر؛ وأنّ استخدامه في غاية السهولة. إليك دليل الاستخدام بالتفصيل:
1. قم بتنزيل التطبيق وتثبيته. يدعم NordVPN كافّة المنصات الرئيسية.
2. قم بالتسجيل لإنشاء حساب جديد إذا كنت لا تملك حسابًا مسبقًا، أو قم بتسجيل الدخول إذا كنت تمتلك حسابًا.
3. اِضغط على زرّ الاتّصال السريع وسيقوم التطبيق تلقائيًا بانتقاء أفضل خادم متاح.
4. استمتع بتجرّبة تصفّح أكثر أمانًا وخصوصية.
لتفاصيل أوفى حول استخدام التطبيق، ندعوك لإلقاء نظرة على هذيْن المقاليْن: كيفية إعداد الـ VPN، و طريقة استخدام تطبيق NordVPN على مختلف الأجهزة. أمّا إذا واجهتك مشاكل تتعلّق بسرعة الإنترنت أو عملية ربط الاتصال بشبكة VPN، يمكنك قراءة مقالنا: حلّ مشكلات الاتصال بـ VPN.
أمانك على الإنترنت يبدأ بنقرة واحدة.
تمتع بالأمان مع شبكة VPN الرائدة في العالم