نظام DNS الخاصّ: دليلك الشّامل

ما هو نظام DNS الخاصّ؟

نظام أسماء النطاقات الخاصّ (Private DNS) هو البديل الأمثل لنظام DNS الافتراضي الذي يُوفّره لك مُزوِّد خدمة الإنترنت الخاصّ بك (إذا لم يسبق لك تغيير إعدادات DNS على جهازك، فمن الوارد جدًا أنّك تستخدم نظام DNS التابع لمُزوِّد خدمة الإنترنت في منزلك إلى جانب نظام DNS الخاصّ بمُزوِّد الشّبكة خلال تصفّحك للإنترنت عبر شبكة Wi-Fi عامّة أو شبكة Wi-Fi الخاصّة بمكان العمل). يقوم نظام DNS الخاصّ بتشفير استعلامات DNS المتعلّقة بنشاطك على شبكة الإنترنت، ممّا يمنع مُزوِّد خدمة الإنترنت وبقيّة المتطفلّين من معرفة المواقع التي تقوم بزيارتها. ومع ذلك، قد يستمرّ مُزوِّدو خدمات الإنترنت ومراقبو الشّبكة الآخرون في كشف المواقع الإلكترونية التي تزورها استنادًا إلى عناوين IP التي يتّصل بها جهازك؛ اللهم إلّا إذا استخدمتَ أدواتٍ إضافية لتعزيز خصوصيتك على غرار الشبكة الافتراضية الخاصّة (VPN).

لِاستقاء صورةٍ أوضح عن ماهية نظام DNS الخاصّ، دعونا نلقي نظرةً على جوهر مقالنا لهذا اليوم – ما هو DNS؟ وكيف يعمل؟ باختصار، نظام أسماء النّطاقات (DNS) هو عبارة عن بروتوكول إنترنت مهمّ يترجم عناوين الإنترنت غير الخبيثة إلى عناوين IP تستعملها الحواسيب لربط الاتّصال فيما بينها.

عندما تكتب عنوان الموقع الإلكتروني الذي تودّ زيارته في شريط العناوين على متصفّحك، يُرسل جهاز الحاسوب استعلام DNS إلى خادم DNS للعثور على عنوان IP المقابل للموقع الذي تريد زيارته. تترجم خوادم DNS أسماء المجالات غير الخبيثة إلى عناوين IP يمكن للحاسوب قراءتها. فعلى سبيل المثال، يستخدم موقع NordVPN اسم النّطاق nordvpn.com الذي يتوافق مع عنوان IP الرّقمي 104.19.159.190.

عادةً ما تكون عملية إرسال استعلامات DNS إلى خوادم DNS غير مشفّرة، ما يعني أنّها مرئيةٌ من قبل مُزوِّد خدمة الإنترنت والمتلصّصين المحتملين. ولكن، عندما تتّصل بخادم DNS خاصّ، فإنّه يُشفّر هذه الاستعلامات ويُنشئ مسارًا آمنًا يحجب تلك البيانات عن أيّ شخصٍ يُراقب اتّصالك بشبكة الإنترنت.

كيف يعمل DNS الخاصّ؟

لقد حدّدنا بالفعل ما يفعله DNS الخاصّ – فهو يُرسل استعلامات DNS عبر نفقٍ مشفّر. دعونا الآن نخوض بشكلٍ مستفيض في الدّور الذي يلعبه نظام DNS الخاصّ بمزيدٍ من التحرّي والتفصيل. لنفترض مثلًا أنّك تبحث عن موقع NordVPN. ماذا سيحدث بعد ذلك، ومتى يأتي دور خادم DNS الخاصّ؟

1. 1.تكتب اسم النطاق (مثل nordvpn.com) في متصفّحك.
2. 2.يقوم حاسوبك بإرسال طلب DNS إلى خادم DNS للعثور على عنوان IP المقابل لهذا النطاق.
3. 3.يتمّ إرسال طلب DNS عبر شبكة الإنترنت إلى خادم DNS، الذي قد يتمّ توفيره من طرف مُزوِّد خدمة الإنترنت أو أيّ طرفٍ ثالث مثل Google Public DNS أو Cloudflare DNS.
4. 4.يعثر خادم DNS على عنوان IP المرتبط باسم النطاق ويرسله إلى حاسوبك.
5. 5.يتمّ إرسال استجابة DNS عبر شبكة الإنترنت إلى خادم DNS، الذي قد يتمّ توفيره من طرف مُزوِّد خدمة الإنترنت أو أيّ طرفٍ ثالث مثل Google Public DNS أو Cloudflare DNS.
6. 6.يقوم حاسوبك بإعطاء عنوان IP لمتصفّحك، ممّا يُتيح له معرفة مكان الاتّصال.
7. 7.يقوم مُزوِّد خدمة الإنترنت بتوجيه طلب ربط الاتصال بمتصفّحك إلى الخادم على عنوان IP ذاك.
8. 8.يستجيب خادم الويب بإرسال بيانات الموقع الإلكتروني عبر مُزوِّد خدمة الإنترنت إلى متصفّحك.
9. 9.يقوم متصفّحك في الأخير بعرض الموقع الإلكتروني على شاشتك.

إذا استعملت خادم DNS خاصّ، لا زال بوسع مُزوِّد خدمة الإنترنت توجيه طلباتك واستجاباتك. لكن، وبما أنّ استعلامات DNS تكون خاضعةً لعملية تشفير، فلن يكون بوسعه رؤية أسماء النّطاقات المحدّدة التي تبحث عنها.

في حين يستطيع مُزوِّد خدمة الإنترنت معرفة أنّ جهازك يتصل بخادم DNS ويصل إلى عناوين IP مختلفة، إلا أنّه سيعجز عن معرفة المواقع الإلكترونية أو أسماء النّطاقات التي تطلبها بشكلٍ دقيق. يساعد هذا التشفير على حماية عادات التصفّح الخاصّة بك ويقضي على فرص تتبّعها بسهولة على مستوى نظام DNS.

حالات استخدام DNS الخاصّ

من المفيد جدًا تهيئة نظام DNS الخاصّ على أجهزتك المحمولة، لا سيّما إذا كنت تتنقّل بكثرةٍ بين الشّبكات على مدار اليوم، وذلك نظرًا للمستويات الإضافية من الحماية والخصوصية التي يُضفيها هذا النظام عند إعداده على أجهزتك المحمولة وكذا أجهزتك المنزلية الذكية.

• نظام DNS الخاصّ على الأجهزة المحمولة. عند تفعيلك لنظام DNS الخاصّ، سيستمرّ جهازك المحمول في تشفير استعلامات DNS، ممّا سيحافظ على سريّة نشاطك على شبكة الإنترنت باستخدام بيانات الهاتف أو عبر شبكة Wi-Fi عامّة. فمن السّهل مثلًا إعداد نظام DNS خاصّ على أجهزة الأندرويد واستغلاله لتعزيز أمنك السّيبراني أثناء تصفّح الإنترنت.
• نظام DNS خاصّ على الأجهزة المنزلية الذّكية. تعتمد العديد من أجهزة إنترنت الأشياء على نظام DNS للتّواصل مع خوادمها. باستخدامك لنظام DNS خاصّ، سوف تساهم في تعزيز حماية أجهزتك الذّكية، مثل الكاميرات ومُكبّرات الصّوت وأجهزة تنظيم الحرارة من الهجمات السيبرانية القائمة على نظام DNS، وكذا العديد من التهديدات السّيبرانية المماثلة.
• نظام DNS خاصّ لتقليل الإعلانات ومنع تعقّب أنشطتك على الإنترنت. غالبًا ما تستخدم الشركات طلبات DNS لإنشاء ملفات تعريفية بناءً على سلوكياتك الخاصّة أثناء التصفّح، ولكنّ تشفير DNS الخاصّ يمنع جامعي البيانات من الوصول إلى تلك المعلومات، ممّا يؤدّي إلى تقليل الإعلانات المستهدفة وتحجيم التنميطات الشّخصية للبيانات.

بالإضافة إلى تفعيل نظام DNS الخاصّ، قد ترغب أيضًا في تغيير خوادم DNS من حين لآخر – يمكنك القيام بذلك على مستوى إعدادات شبكة جهازك. صحيحٌ أنّ استعمالك لخوادم DNS المختلفة سيساهم في زيادة سرعة تدفّق الإنترنت لديك وتعزيز خصوصيتك وتحسين تجربة تصفّحك للمواقع الإلكترونية المختلفة، إلّا أنّ نظام DNS الخاصّ سيمنحك حمايةً أقوى. تابع قراءة هذا المقال لمعرفة سبب أهمّيته.

فوائد استخدام DNS الخاصّ

باستخدامك لنظام DNS الخاصّ، ستكون مُجهَزًا بصورة أفضل لتفادي الوقوع ضحيةً لهجمات التصيّد الاحتيالي، كما ستحافظ في نفس الوقت على خصوصية نشاطك على شبكة الإنترنت.

الخصوصية

التنعّم بمستوى إضافي من الخصوصية يُعدّ من أبرز الفوائد الرّئيسية التي ستحظى بها عند تفعيلك لنظام DNS الخاصّ على جهازك. إذ وبفضل عملية تشفير طلبات DNS الخاصّة بك، لن يتمكّن مُزوِّد خدمة الإنترنت أو المتطفلين المحتملين من رؤية المواقع الإلكترونية التي تزورها.

الحماية من هجمات انتحال خادم الـ DNS

تتمثّل إحدى الفوائد الأخرى في الحماية من هجمات انتحال خادم الـ DNS، والتي تتمثل بالأساس في تلاعب المُجرمين بسجلّات DNS بغية إعادة توجيه المستخدمين إلى مواقع إلكترونية خبيثة. ستساهم عمليات تشفير طلبات DNS الخاصّة بك في منع مجرمي الإنترنت من اعتراضها أو التلاعب بها. كما ستساعدك أيضًا على ضمان اتّصالك بمواقع إلكترونية شرعية، وهو ما سيضفي مزيدًا من الحماية ضدّ هجمات التصيّد الاحتيالي.

فرص تعقّب محدودة

يعمد جُلّ مُزوِّدي خدمة الإنترنت إلى تدوين استعلامات DNS الصادرة عن زبائنهم قصد إنشاء ملفّات تعريف للمستخدمين وتتبع سلوكيات تصفّحهم لشبكة الإنترنت. يعترض نظام DNS الخاصّ هذه العملية عبر حجب استعلاماتك، ممّا يحدّ من حجم البيانات التي يمكن لمُزوِّد خدمة الإنترنت جمعها عنك. وهو ما يعني بطبيعة الحال عددًا أقل من الإعلانات والتوصيات التي تتمّ صياغتها بناءً على طريقة تصفّحك للإنترنت.

أنواع البُنى الهندسية لنظام DNS الخاصّ

يتلخّص مفهوم البُنى الهندسية لنظام DNS الخاصّ في الطّرق المختلفة لإعداد وإدارة هذا النظام. حيث تتضمّن أكثر أنواعها شيوعًا نظام DNS المحلّي، ونظام DNS الخاصّ القائم على السحابة، ونظام DNS الخاصّ الهجين، ونظام DNS الخاصّ منفصل الأفق.

نظام DNS الخاصّ المحلّي

يشير نظام DNS الخاصّ المحلّي إلى خوادم DNS التي تستضيفها الشّركة وتديرها ضمن أطر بنيتها التحتية الخاصّة بدلاً من الاعتماد على خدمات DNS الخارجية أو السّحابية. يسمح تطبيق نظام DNS الخاصّ المحلّي للشركة بالحفاظ على استعلاماتها داخل الشّركة، وتقليل تعرّضها لجهات خارجية، والتحكم الكامل في تحليل النطاق وإمكانية الوصول إليه.

نظام DNS الخاصّ القائم على السّحابة

نظام DNS الخاصّ القائم على السّحابة هو خدمة DNS يستضيفها مُزوِّدٌ خارجي، يقوم بتشفير استعلامات DNS وإدارتها على خوادم آمنة قائمة على السّحابة. سوف يُسهّل عليك مُزوِّد خدمة DNS الخاصّ القائم على السّحابة تجربة تصفّحك للفضاء الرقمي بشكلٍ ملحوظ، إذ سيتولّى بنفسه مسألة التّعامل مع أمان وخصوصية وسرعة DNS نيابةً عنك. عادةً ما يكون لدى مُزوِّدي تلك الخدمة شبكة خوادم سريعة ومُوزَّعة على نطاقٍ واسع عالميًا، ممّا قد يُقلّل من أوقات تحميل الموقع الإلكتروني، ويضمن لك اتّصالاً أكثر ثباتًا واستقرارًا. إذ وبمجرّد فروغك من عملية الإعداد، لن تشغل بالك بتهيئة إعدادات DNS يدويًا أو الحفاظ عليها.

نظام DNS الخاصّ الهجين

يجمع نظام DNS الخاصّ الهجين بين خوادم DNS المحلّية وخدمات نظام DNS القائم على السّحابة، وهو ما يُمكّن المؤسّسات من إدارة حركة المرور الداخلية محلّيًا، واستخدام معايير الأمان والفلترة القائمة على السّحابة للاستعلامات الخارجية.

هذا الإعداد يمنح المستخدمين أفضل المزايا الممكنة التي يزخر بها هذان النظامان – ونذكر هنا التحكّم الكامل في إدارة DNS داخليًّا مع إضفاء مزيدٍ من الأمان لنظام DNS القائم على السّحابة. تحافظ هذه البنية الهندسية على سرعة وكفاءة حركة المرور الداخلية مع تشفير الاستعلامات الخارجية وحمايتها من التّهديدات.

نظام DNS الخاصّ منفصل الأفق

يستخدم نظام DNS الخاصّ منفصل الأفق استجابات DNS متباينة استنادًا إلى ما إذا كان الطلب يأتي من داخل الشبكة أو من خارجها. تحرص المؤسّسات على استعمال هذا النظام لتأمين وصول المستخدمين الداخليين إلى الخدمات الداخلية دون غيرهم، كما أنّها تُوجِّه المستخدمين الخارجيين إلى الإصدارات العامّة من تلك الخدمات.

يعمل هذا الإعداد على تحسين الأمان بشكلٍ ملحوظ بما أنّه يحجب الموارد الداخلية الحسّاسة عن أعين الغرباء. كما أنّه يساعد أيضًا على رفع كفاءة الشبكة لأنّ المستخدمين الداخليين يستفيدون من وصولٍ أسرع إلى الخدمات الداخلية دون الاستعانة بخوادم DNS الخارجية.

بروتوكولات نظام DNS الخاصّ

تضمن بروتوكولات نظام DNS الخاصّ التأمين الكامل لطلبات DNS والحفاظ على سريّتها، وذلك من خلال تشفيرها أثناء تنقّلها على شبكة الإنترنت. إذ تمنع هذه البروتوكولات الجهات الخارجية، كمُزوِّدي خدمة الإنترنت مثلًا وغيرهم من المتطفّلين المحتملين، من اعتراض استعلامات DNS أو تعقّبها.

DNS over TLS

يقوم بروتوكول DoT (نظام أسماء النطاقات عبر بروتوكول أمان طبقة النقل) بتشفير طلبات DNS باستخدام بروتوكول TLS (بروتوكول أمان طبقة النقل)، والذي يُستخدم أيضًا لتأمين المواقع الإلكترونية التي تعتمد بروتوكول HTTPS. فمن خلال عملية تغليف استعلامات DNS داخل بروتوكول TLS، يحافظ بروتوكول DoT على تأمين خصوصية تصفّحك لشبكة الإنترنت من أيّ شخص يتجسّس على شبكتك. كما أنّه مفيدٌ بشكل خاصّ عند استعمالك لشبكات Wi-Fi المفتوحة أو العامّة، أين يسهل على قراصنة الإنترنت اعتراض طلبات DNS غير المؤمَّنة. 

DNS over HTTPS

يعمل بروتوكول (DoH) DNS over HTTPS (نظام أسماء النطاقات عبر بروتوكول نقل النصّ الفائق الآمن) بشكل مشابه لبروتوكول DoT، ولكنّه يُغلِّف استعلامات DNS ضمن بروتوكول HTTPS. بفضل استخدامه لنفس البروتوكول الفعّال جدًا في تأمين حركة مرور البيانات على شبكة الإنترنت، يسمح بروتوكول DoH بخلط استعلامات DNS مع بيانات HTTPS الأخرى، ممّا يزيد من صعوبة اكتشافها أو اعتراضها من قبل الجهات الخارجية.

DNSCrypt

يقوم بروتوكول DNSCrypt بتشفير استعلامات DNS باستخدام بروتوكوله الخاصّ، حيث لا يمكن للجهات الخارجية اعتراضها أو التّلاعب بها. يُركِّز بروتوكول DNSCrypt على مصادقة استجابات DNS – فهو يتحقّق من قدوم الاستجابات من خادم DNS موثوقٍ به؛ وأنّها لم تخضع لأيّ عملية تعديلٍ أو تغيير على يد المهاجمين. سيناسبك هذا البروتوكول كثيرًا إذا كنت تبحث عن تأمين خصوصيتك وتحصين أمنك السيبراني من هجمات انتحال خادم الـ DNS أو التّلاعب به.

DNS over QUIC

يقوم بروتوكول (DoQ) DNS over QUIC بتشفير استعلامات DNS باستخدام بروتوكول نقل QUIC، والذي تمّ تصميمه أيضًا لتأمين الاتّصال بشبكة الإنترنت الآمنة وتقليص زمن الاستجابة. إذ يساهم إرسال استعلامات DNS عبر بروتوكول QUIC في تقليص فترة إعداد الاتّصال وتقليل زمن الاستجابة، ممّا يجعله مناسبًا جدًا للشبكات المتنقّلة ونظيرتها عالية السّرعة. يُوفّر هذا البروتوكول أيضًا المرونة العالية الكفيلة بحمايتك من مشكلات فقدان الحزمة والازدحام، ممّا يضمن لك الاستمتاع بتجربة تصفّح أكثر سلاسةٍ وسرعة –ولو في أحلك ظروف الشبكة وأصعبها على الإطلاق.

يؤدّي استخدام بروتوكولات DoH وDoT وDNSCrypt وDoQ إلى تقليل مخاطر تسرّب خوادم DNS، ولكنّك ستحتاج إلى ضماناتٍ إضافية للحدّ وبشكلٍ نهائي من حدوث تلك التسريبات، ونُشدّد في هذا السّياق على ضرورة استعمال خدمة VPN ذات موثوقية عالية.

هل يجب إيقاف تشغيل DNS الخاصّ أو ضبطه على الوضع التلقائي؟

لا توجد إجابةٌ محدّدة عن هذا السؤال، لأنّ هذا الموضوع يعتمد أوّلًا وأخيرًا على احتياجاتك الخاصّة وبيئة الشّبكة. أمّا إذا ما تكلّمنا بشكل عامّ، فيُنصح عمومًا بتفعيل DNS الخاصّ (أي ضبطه على الوضع "التلقائي") على معظم أجهزتك الشّخصية، خاصةً عند الاتّصال بشبكات Wi-Fi المنزلية والعامّة طوال اليوم. يساعد هذا الإجراء الاحترازي على منع التعقّب والتجسّس.

لكن، وفي حالاتٍ معيّنة – كأن تفرض الشبكة مثلًا شروطًا صارمة على زبائنها أو كانت تواجه مشكلات في الأداء – فقد تحتاج إلى إيقاف تشغيله مؤقتًا.

العثور على إعدادات DNS الخاصّ وتفعيلها على جهازك سهلٌ للغاية:

1. 1.افتح قائمة "الإعدادات" في جهازك واختر "الاتّصالات" أو "الشبكة والإنترنت" أو خيارًا مماثلًا.
2. 2.اضغط على "المزيد من إعدادات الاتّصال" إذا لم يكن خيار DNS متاحًا مباشرةً.
3. 3.اختر "DNS خاصّ".
4. 4.يمكنك إمّا إيقاف تشغيله أو ضبطه على "تلقائي" أو اختيار "اسم المُستضيف الخاصّ بمُزوِّد DNS الخاصّ" وكتابة اسم المُستضيف الخاصّ بالمُزوِّد. اِضغط على "حفظ" عند انتقائك لأحد الخيارات.

هذا كل شيء! لقد تعرّفت الآن على طريقة تفعيل نظام DNS الخاصّ، حان الآن وقت الاستمتاع بمزيدٍ من الخصوصية على شبكة الإنترنت.

هل نظام DNS الخاصّ هو نفسه الشّبكة الافتراضية الخاصّة (VPN)؟

لا، ليسا نفس الشيء. فشبكة VPN تمنحك خصوصيةً أكبر من نظام DNS الخاصّ.

يقوم نظام DNS الخاصّ بتشفير استعلامات DNS الخاصّة بك وفقط، ليمنع بذلك مُزوِّدي خدمة الإنترنت والمهاجمين من مشاهدة المواقع الإلكترونية التي تطلب زيارتها، وليحميك في نفس الوقت من بعض الهجمات السيبرانية، على غرار هجمات انتحال أو اختطاف خادم الـ DNS. ولكنّه لا يوفّر أيّ حمايةٍ تُذكر لعنوان IP الخاصّ بك من المتطفلين، بل ولا يستطيع أيضًا تشفير بقية حركة مرور بياناتك على شبكة الإنترنت. إذا كنت ترغب في تعزيز أمنك السّيبراني وحماية خصوصيتك للحدّ الأقصى، ننصحك باستخدام نظام DNS الخاصّ جنبًا إلى جنب مع شبكة VPN.

تُشفِّر VPN اتّصالك بشبكة الإنترنت على نحوٍ كامل لتضمن لك الحماية اللازمة لأنشطة التصفّح وعنوان IP الحقيقي الخاصّ بك من أعين المتطّفلين. جديرٌ بالذكر أنّ بعض مُزوِّدي خدمة VPN يُقدّمون أيضًا ميزة DNS الخاصّ ضمن باقتهم الخدماتية. فإذا كنت تستخدم تطبيق NordVPN مثلًا لحماية موقعك الافتراضي وبياناتك الشخصية أثناء النقل، فكن على ثقةٍ تامّة من أنّ خوادم DNS لدينا ستتعامل بشكلٍ آمن مع جميع استعلامات DNS الخاصّة بك تلقائيًا، لدرجة أنّ مُزوِّد خدمة الإنترنت الخاصّ بك لن يتمكّن من معرفة أيّ شيء يخصّ نشاطك على الإنترنت باستثناء استعمالك لخوادم NordVPN.

نظام DNS المجّاني مقابل شبكات VPN التي توفّر نظام DNS الخاصّ

كما يدلّ عليه اسمه، نظام DNS المجّاني متاحٌ للجميع بلا استثناء، ويمكنك استخدامه بدلاً من نظام DNS الافتراضي التابع لمُزوِّد خدمة الإنترنت الخاصّ بك. سيساعدك نظام DNS المجّاني في تحليل عناوين المواقع الإلكترونية، ولكنه عادةً ما يفتقر إلى خاصّية التشفير، وبالتالي، قد يكون نشاط تصفّحك للإنترنت مرئيًا من طرف جهاتٍ خارجية. أمّا شبكة VPN المُزوِّدة بنظام DNS الخاصّ، فهي تقوم بتشفير استعلامات DNS وحركة مرور بياناتك على شبكة الإنترنت، لتحافظ بذلك على خصوصيتك ونشاط تصفحك للإنترنت بصورةٍ أمثل.