هل يُدرك مُزوّد خدمة الإنترنت أنّني أستخدم شبكة VPN؟
يدفع مستخدمو الإنترنت مبلغًا شهريًا لمزوّد خدمة الإنترنت مقابل استفادتهم من هذه الخدمة، ولكنّ مزوّد الخدمة، للأسف، قد يقوم بجمع بياناتٍ حول أنشطتهم التي يزاولونها على الشبكة العنكبوتية. بينما نجد على الجانب الآخر أنّ مستخدمي الـ VPN يتمكنّون من حجب أنشطتهم على شبكة الإنترنت عن أعين المتطفّلين على اختلاف أشكالهم، ولكنّ مزوّد خدمة الإنترنت لا يزال بوسعه رصد بعض البيانات المتعلقة بأنشطتهم تلك. فما الذي يمكن لمزوّد خدمة الإنترنت أن يراه عندما تستخدم شبكة VPN؟
جدول المحتويات
جدول المحتويات
ما هي البيانات التي يقوم مزوّد خدمة الإنترنت برصدها وتعقّبها؟
مزوّد خدمة الإنترنت هو حارس البوّابة القادر على تتبّع بياناتك ومنحك إمكانية ربط الاتصال بشبكة الإنترنت أو منعها عنك، بل يمكنه حتّى بيع بياناتك إلى أطراف ثالثة. إليك فيما يلي عيّنةً بسيطة من الأنشطة التي يمكن لمزوّد خدمة الإنترنت أن يرصدها ويتعقّبها افتراضيًا عندما لا تستخدم شبكة VPN:
- طلبات الـ DNS
- المواقع التي تزورها
- محتوى أيّ بيانات غير مشفرة تقوم بإرسالها
- عنوان بروتوكول الإنترنت (IP) الخاصّ بجهازك
- حجم البيانات التي تستهلكها
إنّ قدرة مزوّد خدمة الإنترنت على تعقّب هذه المعلومات يُخوّله إمكانية تقييد سرعة الإنترنت لديك إذا تجاوزت حدًّا معيّنًا أو استخدمت الكثير من البيانات خلال ساعات الذّروة. قد يؤثّر هذا الإجراء سلبًا على الحزمة ويقلل من سرعة الإنترنت لديك. صحيحٌ أن مُزوّد خدمة الإنترنت يستطيع استغلال آلية الفحص العميق للحزم لفحص نشاطك على شبكة الإنترنت، ولكن، هل يستطيع أيضًا رصد استخدامك لشبكة VPN؟
هل باستطاعة مُزوّد خدمة الإنترنت رصد استخدامي لشبكة VPN؟
نعم، يستطيع مزوّد خدمة الإنترنت معرفة أنك تستخدم شبكة VPN، كما يمكنه أيضًا رؤية تدفق البيانات مِن، وإلى شبكتك. ولكنّك عندما تستخدم الـ VPN، لن يستطيع مزوّد خدمة الإنترنت رؤية مواقع الويب التي تزورها، أو المحتوى الذي تشاهده، أو حتّى الملفات التي تقوم بتنزيلها.
ماذا يحجب الـ VPN عن مزوّد خدمة الإنترنت؟
إليك فيما يلي قائمةً بأنواع البيانات التي تحجبها شبكة VPN عن مزوّد خدمة الإنترنت:
- المواقع التي تزورها
- صفحات الويب المحدّدة التي تتصفّحها والوقت الذي تقضيه في تصفّحها
- سجلّات التصفّح والبحث الخاصّة بك
- الملفّات التي تقوم بتنزيلها من، أو رفعها على مواقع الويب غير المشفّرة
- حركة تدفّق بياناتك الخاصّة أثناء تصفّح موقع ويب غير مشفّر
أمّا إذا كنت تستخدم شبكة VPN، فسيتم تشفير تدفق بياناتك وأنشطتك الخاصّة، ممّا يوفّر حمايةً أكثر لخصوصيتك ويُصعِّب على مزوّد خدمة الإنترنت تقدير حجم حُزمتك من الإنترنت بالشكل المطلوب. يمكنك هنا معرفة المزيد حول آلية التشفير التي تعمل بها شبكات الـ VPN. كما ندعوك أيضًا لاكتشاف المزيد حول ما تستطيع شبكة VPN حجبه وما لا تستطيع.
كيف تستطيع منع مُزوّد خدمة الإنترنت من تعقّبك في الفضاء الرقمي؟
ثمّة أربع طرق فعّالة يمكنك استغلالها لمنع مزوّد خدمة الإنترنت من تعقّب أنشطتك على شبكة الإنترنت، وسنسلّط الضوء فيما يلي على كل طريقة على حدة:
- استخدم شبكة VPN: تقوم هذه الشبكة بربط اتّصالٍ آمن بين جهازك وخوادم VPN، ممّا يؤدي إلى تشفير نشاطك على الإنترنت وتوجيه بياناتك عبر نفق VPN محمي، ممّا يحدّ من كمّية المعلومات التي يمكن لمزوّد خدمة الإنترنت رصدها وتعقّبها. باستخدامك لشبكة VPN، سيكون بوسعك تصفّح الويب بأمان وخصوصية، حتى وإن كان جهازك متّصلًا بشبكة واي-فاي عمومية.
- استخدم متصفّح تور (Tor). تُطبّق شبكة Tor تشفيرًا متعدّد الطبقات وتوجّه حركة مرور بياناتك على شبكة الويب عبر خوادم متعدّدة يتولّى تشغيلها مجموعةٌ من المتطوّعين، ممّا يزيد من صعوبة اقتفاء مزوّدي خدمة الإنترنت لمصدر تدفق البيانات. لكنّ ما يعيب هذه الشبكة هو عدم توفيرها لخاصّية التشفير الشامل (التشفير من طرف إلى طرف) على مستوى خوادم الدخول والخروج، وبالتالي لن يكون بوسعك التأكد من عدم وجود جهةٍ ما تقوم خِلسةً بمراقبة بياناتك أو اعتراضها. ندعوك للتعرّف على تفاصيل أوفى حول هذا الموضوع في مقالنا الذي خصّصناه لشرح شبكة Tor.
- استعمل خادمًا وكيلًا. يمكنك أيضًا توجيه حركة مرور بياناتك على شبكة الإنترنت عبر خادم وكيل. صحيحٌ أنّ هذا الأخير يستطيع تغيير عنوان بروتوكول الإنترنت الخاصّ بك، ولكنّه لا يقوم بتشفير تدفّق بياناتك أو توفير أيّ ميزة من مزايا الأمان الأخرى.
- استخدم بروتوكول HTTPS. يمكنك أن تجرّب تصفّح مواقع الويب التي تحتوي على HTTPS فقط في رابط عنوانها. إذ يقوم هذا البروتوكول بتشفير البيانات المتبادلة بين متصفحّك من جهة؛ وخادم موقع الويب من جهةٍ ثانية، ممّا يحمي بياناتك من مزوّد خدمة الإنترنت. بينما سيظلّ هذا الأخير قادرًا على رؤية توقيت اتّصالك بشبكة الإنترنت، وما هي مواقع الويب التي تزورها، وكذا حجم البيانات التي تقوم بتنزيلها.
هل يستطيع مُزوّد خدمة الإنترنت حظر VPN؟
نعم، يمكنه فعل ذلك ولكنّ هذا الإجراء ليس شائع الحدوث – إلّا في حالة ما إذا سمحت لك شبكة VPN بتجاوز القيود التي فرضها مزوّد خدمة الإنترنت في المقام الأوّل، وهنا قد يتدخّل هذا الأخير ليقوم بحظرها.
على سبيل المثال، يمكن لمزوّد خدمة الإنترنت أن يفرض حظرًا على بروتوكول VPN محدّد أو أن يحظر اتّصالك بشبكات الـ VPN جملةً وتفصيلًا. ولهذا، تجدر الإشارة دائمًا إلى ما ذكرناه آنفًا حول وجود بعض شبكات الـ VPN التي تقدّم خصائص متطوّرة تمنع مزوّد خدمة الإنترنت من رصد استخدام العميل لشبكة VPN من عدمه.
تساعد تقنية التقسيم المزدوج التي ينفرد تطبيق NordVPN بتوفيرها لمستخدميه في اختيار نوع حركة مرور البيانات عبر خادم الـ VPN، بينما توفّر لك ميزة عنوان بروتوكول الإنترنت المخصّص عنوان IP تستخدمه أنت فقط دون غيرك. كلّ هذه المزايا والخصائص، بما فيها خاصّية الخوادم المشوَّشة، من شأنها تعزيز تجربة تصفّح الإنترنت والارتقاء بمستوى الأمان والخصوصية في فضاء الإنترنت إلى مستوياتٍ خيالية!
كيف تعرف مواقع الويب أنّني أستعمل خدمة VPN؟
على غرار مزوّد خدمة الإنترنت، لا تُدرك دائمًا مواقع الويب التي تزورها حقيقة استخدامك لـ VPN من عدمه. ولكنّ الواقع أكثر تعقيدًا ممّا يبدو، ويعتمد على مجموعة مختلفة من العوامل. فعلى سبيل المثال، قد يكتشف موقعٌ ما أنك تستخدم شبكة VPN لأنّ عنوان بروتوكول الإنترنت الذي أُسنِد إليك بواسطة مزوّد خدمة الـ VPN تتمّ مشاركته في الوقت الفعلي مع أشخاص آخرين. لكن معظم مواقع الويب لا تكترث كثيرًا لهذا الأمر لأن اتّخاذ إجراءاتٍ عقابية ضد كلّ مستخدم لديه شبكة VPN سيكون أمرًا شاقًا للغاية.
هناك استثناءات طبعًا في هذا السياق، حيث تُفضل مواقع الويب عدم وجود شبكات VPN لأنّها تمنع الشركات والمعلنين من تعقّب نشاطك في الفضاء الرقمي. فتارةً يقومون بإدراج عناوين IP معيّنة ضمن قائمة العناوين الممنوعة من تصفّح الموقع، وتارةً اخرى نجدهم يلقون بكامل ثقلهم على استغلال ملفّات تعريف الارتباط. إذا كنت ترغب في معرفة المزيد عن شبكات VPN، فهذا الدليل المفصّل هو ما تبحث عنه: ربط الاتّصال بشبكة VPN للمبتدئين.
أمانك على الإنترنت يبدأ بنقرة واحدة.
تمتع بالأمان مع شبكة VPN الرائدة في العالم